القلاع والحصون في عمان






تشمخ القلاع والحصون على امتداد الأراضي العمانية وتعتلي معظمها سفوح الجبال في صورة مهيبة دالة على عظم التاريخ العماني وامتداده، ودلالة على قوة الإنسان العماني القديم في بناء هذه القلاع والحصون، والتي ظلت شامخة إلى عصرنا هذا مما دل على دقة الهندسة المعمارية القديمة والتي انعكست على صلابة بنيان هذه القلاع والحصون. وفي حقب تاريخية مختلفة كانت هذه القلاع والحصون في عمان مقرا للسلطات الإدارية والقضائية، وهي من حيث حجم البناء وضخامته ومجال هندسته تجعل ما حولها من المباني والمنازل يتلاشى أمام جدرانها العالية المحصنة وبواباتها الكبيرة ومواقع الحراسة التي كان يقوم عليها الحرس حاملين بنادقهم ومتسلحين بأحزمة ذخيراتهم. لكل مدينة قلعة أثبتت المكتشفات الأثرية والدراسات التاريخية الحديثة أن عدداً كبيراً من القلاع العمانية يرجع إلى عهود قديمة، حيث كانت عمان وقتها ثغر المنطقة بأكملها إلى المحيط الهندي وسواحله في آسيا وأفريقيا، استخدم خلالها العمانيون القلاع والحصون وأبراج وأسوار المدن للدفاع عن عمان على مر التاريخ، وهي أهم المعالم الحضارية في البلاد ويوجد أكثر من 500 قلعة وحصن وبرج في السلطنة التي اقتضى طول سواحلها البالغ 1700 كيلومتر ويتباين في هذا العدد الكبير من الحصون الأساليب المعمارية للحصون تبعا للمهندسين المصممين أو الفترة التاريخية التي بنيت فيها. ولكل مدينة تقريبا في سلطنة عمان قلعة معظمها يعود إلى القرن السابع عشر ومن بينها قلعة بهلاء التي أدرجت في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» لمواقع التراث العالمي. قلعة رستاق تحظى المدن العمانية بعدد مميز من هذه القلاع بنوعياتها وأحجامها من الحصون والمساجد التي تختلف هندستها باختلاف بناتها والحقبة التي بنيت خلالها، ففي ولاية صور وحدها ما يزيد على 90 قلعة وحصنا إضافة إلى آثار مدينة قلهات التي تروى حكايات العهد القديم. وفي ولاية ازكي 142 برجا يعود تاريخ بناء بعضها إلى زمن الهجرة النبوية الشريفة، وفي سمائل 115 قلعة وحصناً ، أهمها حصن سمائل هذا بالاضافة إلى 800 مسجد يعود تاريخها إلى حقب مختلفة وفي ولاية بركاء 38 برجاً وثلاثة حصون وفي ولاية السويق 27 حصناً أثرياً تتوسطها القلعة الكبيرة وفي نزوى مسجد الشواذنة وسعال والأخير، يقال إنه بني في السنة الثامنة للهجرة وفي لاية ابراء مسجد العقبة، الذي تتجه قبلته نحو المسجد الأقصى في بيت المقدس . وتعتبر قلعتا الرستاق وبهلا من أقدم القلاع العمانية التي ما زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا، وتاريخ قلعة الرستاق موغل في القدم إلى حد أن التاريخ الحقيقي لبنائها ما زال مدار سجال بين المؤرخين وكلمة رستاق تعنى بالفارسية المنطقة الأمامية أو الواقعة على الحدود. وتعد قلعة الرستاق أعلى قلاع عمان قاطبة، وتحيط بجوانبها عدة أبراج للمراقبة وفي العصور المتأخرة أقام فوقها الإمام أحمد بن سعيد البوسيعدي أبراجاً وتحصينات عدة، كما أضاف إليها الإمام محمد بن عبدالله الخليلي في سنة 1936م بعض الحواجز والتحصينات الدفاعية . قلعة بهلا أما القلعة القديمة الأخرى التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام فهي قلعة بهلا التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة نزوى وتمتاز قلعة بهلا بأسوارها التي تمتد نحو سبعة أميال، وكانت تجوبها دوريات الحرس والجيش ليلاً نهارا وتشمخ قلعة بهلا إلى علو 150 قدماً فوق السهول المحيطة بها، وتطل على بساتين النخيل ومزارع القمح والشعير والبرسيم ويعود الجزء الشمالي الغربي إلى العهد الجاهلي. أما القصبة الجنوبية الشرقية فقد بنيت في عهد النبهانيين، في حين بني بيت الجبل الكائن في الزاوية الشمالية في العقد الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي. وبنيت السلالم الداخلية في القلعة وأسوارها الخارجية من الطين المطلي بالجص والصاروج وهي مواد لا تقل صلابة عن الاسمنت الحالي وقد اعتمدت منظمة اليونسكو قلعة بهلا ضمن السجل العالمي للآثار. في عهد الملك الأسباني فيليب الذي وجه أسطوله الارمادا ضد انجلترا بعد أن احتل البرتغال مدينة مسقط عام 1575م (986هـ) تم بناء قلعتي الجلالي والميراني فيها، ولعل القلعة الغربية الميراني قد أخذت اسمها من لفظة «الاميرال» بالبرتغالية شاهدة على ذلك وقد اكتمل بناؤها 1587 (996هـ) وكان البرتغاليون يطلقون عليها اسم «فورت كابيتان» حيث جعلوا منها إبان احتلالهم لمسقط مقراً للقائد البرتغالي. أما قلعة الجلالي وهي القلعة الشرقية فقد اكتمل بناؤها في السنة التالية أي 1588 (997هـ) وقد أسماها البرتغاليون «سان خاو»، ولعل القلعة اتخذت اسم الجلالي نسبة إلى أحد قادتها البارزين. في سنة 1658 بنى الإمام سلطان بن سيف اليعربي قلعة نزوى التي استغرق بناؤها (12) عاماً، ويبلغ قطر برجها الدائري 27 متراً ويصل ارتفاعه إلى 34 متراً. كما بنى الامام بلعرب بن سلطان بن سيف عام 1670م حصن جبرين، الذي روعي في تصميمه أن يكون حصناً دفاعياً ومسكناً للإمام في نفس الوقت ويضم الحصن الذي تزدان قاعاته الداخلية بالنقوش والزركشات الجميلة، برجين ضخمين يبلغ سمك كل منها مترين. واستخدمت الكثير من القلاع والحصون كمتاحف للتعرف على التاريخ العماني القديم ومزارا للسياح والضيوف.
 

المراجع:-https://www.alittihad.ae/article/27076/2009/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصون وقلاع عمان تحف معمارية

أجمل القلاع في سلطنة عمان